كانت الشرارة الكبرى لهذه الحرب التي بدأت ترسم ملامح حرب عالمية حقيقية هو محاولة الغرب اختراق العمق الروسي بشكل فيه خطر كبير على أمنه وسيادته..

بقلم القيصر_07_03_2022

إن هذه الحرب التي جاءت لأسباب كبرى أهمها الخروقات المتتالية التي قام بها الجانب الأمريكي والغربي عموما للجانب الروسي معتدون على سيادته و أمنه بشكل سافر بحيث أن عزمهم على ضم أوكرانيا للحلف كان هو الشرارة الكبرى التي أشعلت هذه الحرب ..فالأمريكيون خرقوا اتفاقا كان ساريا من القرن الماضي بين الاتحاد السوفياتي سابقا من جهة و الأمريكيين و الأطلسي و الاتحاد الأروبي من جهة بعدم ضم كل من دول الغرب الروسي إلى الناتو أو الاتحاد الأروبي ونقصد بالغرب هنا أوكرانيا طرف النزاع الأكبر و روسيا البيضاء التي لا تطرح أي إشكال لأنها الحليفة الشقيقة لروسيا..

 في مقالتي التي نشرتها بتاريخ 12 مارس ذكرت في القسم السادس الخاص بالعقوبات الاقتصادية هذا االشطر"إضافة إلى خيارات أخرى كانت مطروحة قبل الإلغاء تتمثل في تحويل معاملاتها مع الصين بعملة أغلبيتها روبل أو استعمال العملة الصينية" و هو قريب جدا بما صرح به بوتين في هذا البلاغ الذي نشرته سكاي نيوز منذ أربعين دقيقة بحيث سيتوجه لبيع الغاز و النفط بالروبل الروسي ..

و هي خطوة كانت متوقعة و أيضا خطوة سديدة..

بقلم القيصر

 يمكن قراءة هذه الحرب على أكثر من صعيد كما أنها أعطتنا في المشهد العام سيناريوهات متعددة كلها تصب في صالح الجانب الروسي ،فذهاب الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها في المرحلة الأولى من هذه الحرب باتحاد قوى دولية كبرى اقتصادية وعسكرية وسياسية إلى توسعة المجال الجغرافي و زيادة التفوق الاستراتيجي عبر ضم أوكرانيا للحلف التي تعتبر كنقط ةاستراتيجيية و مهمة جدا لروسيا هو استراتيجية خاطئة لم تقم على أسس رشيدة لأن زيادة القوة الجيوبوليتيكية على حساب السيادة والأمن الروسي هو شيء محفوف بالمخاطر مما جعل خطوتهم تتعثر عند أول صدام ..

بقلم يوسف القيصر

 

لقد أفرز هذا الصراع العالمي الذي جمع تحت مظلته مختلف القوى العالمية عن مجموعة من القيم الانسانية و الاجتماعية داخل هذا التصادم الكبير بين مختلف الكيانات الشرسة التي سيكون لها نتائج فارقة و كبيرة على طبيعة النظام الحضاري بشكل عام و بدأت تتشكل عبره تطورات متسارعة و ملامح أخرى لخريطة جديدة للعالم و سيكون انعطافة كبرى للنظام الدولي بكل آلياته ونظمه بشكل لم يسبق له مثيل من قبل منذ الحرب العلمة الثانية..تغيرات ذات نطاق واسع ستفرض نفسها بكل قوة سواء على مستوى توازنات القوى أو على  هيكلية الاقتصاد الدولي..أشياء ستغير بشكل كبير في الاقتصاد العالمي و في طبيعة و حجم الكيانات الدولية و ستؤثر بشكل واضح على التأثير الأمريكي بالخصوص في أحداث العالم نتيجة للفشل الذريع في التصدي لهذه الحرب بشكل صارم و صحيح..

بقلم يوسف القيصر05_03_2023

 هذه الحرب التي دفع بها الأمريكيون الروس لاصطيادهم في المستنقع الاقتصادي قد انقلبت عليهم و كشفت عن عدة أشياء ستلعب دورا هاما في الأيام القادمة أولها بينت عن هشاشة و ضعف القيادة الامريكية و ثانيا ازدواجية معايير الغرب التي أصبحت حديث العالم و ثالثا هو بخصوص المختبرات البيولوجية التي تَأكد بالوثائق أنها حقيقة و أن أمريكا تمتلك مختبرات عديدة على مستوى عدة دول خاصة بالتجارب الجرثومية لصناعة فيروسات مثل الكوليرا و الجمرة الخبيثة وغيرها من الأمراض القاتلة و الفتاكة..

بقلم القيصر

 يمكن القول بأن بوتين قد قام فعلا في مرحلة سابقة قبل الحرب في إرساء أسس قوية لروسيا الاتحادية سواء على المستوى الاقتصادي أو الدبلوماسي أو العسكري أرجعتها إلى قوة تناهز تلك التي كانت عليها في فترة الاتحاد السوفياتي و هذه الحرب ستساهم بشكل كبير في تعميق كثير من القيم داخل هذا الاطار العام الذي أصبحت عليه العملاقة روسيا الشيء الذي سيلعب دورا هاما في تبوئها مركزا متقدما جدا داخل النظام الدولي سيتراجع معه بشكل تام التفوق الأمريكي الذي كان مهيمنا لفترة طويلة على المركزية القطبية مما سيعيد للعالم توازنه ..

القيصر15_03_2022

 قراءة تحليلية سريعة لضرب روسيا لمؤسسة عسكرية أوكرانية قرب الحدود مع بولندا العضو في حلف الناتو..

بقلم القيصر_15_03_2022

إن ما حدث يوم الأحد 13 مارس من ضرب الروس لمؤسسة عسكرية أوكرانية قرب الحدود مع بولندا وراءه أكثر من دلالة كلها تؤكد التفوق الروسي سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ و أنها تسير الحرب وفق إرادتها ..،فهذا الهجوم الذي أسفر "عن مقتل 35 شخصا وإصابة 134 بجروح" و تم بإطلاق طائرات روسية لحوالي ثلاثين صاروخا على مركز يافوريف الدولي لحفظ السلام والأمن و هو  منشأة عسكرية تبعد بحوالي 25 كلم وتبلغ 360 كيلومترا مربعا وتستخدم كقاعدة لتدريب جنود أوكرانيين و جنود دول للحلف له دلالة على أن بوتين ملتزم بتنفيذ وعوده كما صرح عندما قال أن كل جنود سيدعمون أوكرانيا أو أسلحة سترسل لها ستكون هدفا لصواريخنا.,

و في الجانب الآخر نجد أن الغرب اكتفوا بالتنديد  كالعادة  و لم يحركوا ساكنا مما يعني شيئين أن المخططات الروسية منذ البدء تسير بشكل دقيق و أن أمريكا والحلف لديهم ردات فعل يشوبها التردد و الخوف كأنهم لم يخوضوا حربا قبل هذه الحرب..

كما أن روسيا لم تقم بالنفي بل صرحت في بيان رسمي أنها قامت بمهاجمة المنشأة التي قتلت «ما يصل إلى 180 من المرتزقة الأجانب ودمرت كمية كبيرة من الأسلحة المقدمة من دول خارجية»..

بل الأكثر من ذلك أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "إيجور كوناشينكوف" صرح أن"أن بلاده ستواصل هجماتها على من وصفهم بالمرتزقة الأجانب"..

فرق كبير في حجم القوة التي يسير بها بوتين هذه الحرب منذ يومها الأول و بين الطريقة التي يتعامل بها الغرب مع ملفات الصراع..