السبت، 14 مايو 2022


كان الهدف الأكبر من ضم أوكرانيا للناتو هو تحويل حدودها الشاسعة إلى ثغرة في الجدار الأمني الروسي مما دعى بوتين إلى اتخاذ خطوة حاسمة لقلب المعادلة..

بقلم القيصر27_02_2022 

إن ما قام به سواء الحلفاء أو أوكرانيا من الشروع في ضم هذه الأخيرة لحلف الناتو كان خطأ كبيرا ضد دولة مثل روسيا لأنه مثٌل تهديدا مباشرا على سيادتها وأمنها وهنا كان على بوتين التدخل بقوة لاحتلال أوكرانيا و جزيرة القرم لم تكن سوى ذريعة لأهداف أكبر..كما أن دافع الغرب كان ينطوي على مصلحة شخصية بحثة و لا يهمهم سلامة الجانب الأوكراني في شيء و هذا أصبح واضحا جدا بعد الأحداث الأخيرة..

و لكي نعلم البعد الحقيقي لما كان يحاول الحلف القيام به من ضم أوكرانيا للناتو  يجب النظر إلى الخريطة و إلى طول الحدود الأوكرانية الشاسعة مع روسيا و التي كانت ستصبح نطاقا جيوساسيا استراتيجيا و حدودا غربية تفتح ثغرة كبرى في الجدار الأمني الحدودي سواء لروسيا أو شقيقتها بلاروسيا..،و بالتالي فإن هذا الاجراء سيعطي للحلف امتيازا جيوسياسيا يعد الأخطر من نوعه في تاريخ روسيا خلال صراعها الطويل مع الغرب وسيفتح منفذا دائما من الصعب إغلاقه مستقبلا..

فهذه الحدود إذا أصبحت ملكا مشتركا بين الناتو ستوضع فيها منصات لإطلاق صواريخ كما حدث في رومانيا و بولندا حيث نشر الحلف أنظمة إطلاق صواريخ من نوع mk41 و التي يمكن تحويلها من صواريخ دفاعية إلى هجومية إذا ثُبثت فوقها صواريخ من نوع "توما هوك" تصل إلى مواقع بعيدة لآلاف الكيلومترات داخل الأراضي الروسية و تصبح روسيا هدفا سهلا للغرب في أي لحظة و هذا ما جعل بوتين يتشبت بمطلبه الأمني بما عبر عنه بأن أوكرانيا مجرد أداة لا غير لمنع تطور روسيا..

فالمبادرة الروسية بالهجوم كانت جولة حاسمة و مصيرية لأمنها و سيادتها و إلا تعذر معه الوضع مستقبلا عندما تصبح أوكرانيا ضمن الحلف و كل قواته متمركزة على حدود روسيا..،كما نرى نفس السيناريو سيتكرر مع فنلندا إذا قررت الانضمام فعليا إلى الحلف بحيث أعلن بوتين أنها لن يكون مصيرها أفضل من أوكرانيا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  كانت الشرارة الكبرى لهذه الحرب التي بدأت ترسم ملامح حرب عالمية حقيقية هو محاولة الغرب اختراق العمق الروسي بشكل فيه خطر كبير على أمنه وسياد...